الاثنين، 7 يونيو 2010

ادوات التشتيت الراديولوجي (RDD)

Radiological Dispersal Device

http://www.publicpress.org/static/9444_M_W_300.png
مع كل الانباء الحديثة المتعلقة بالطاقة النووية في بلدان مجلس التعاون الخليجي (GCC) وحولها وبلدان شمال افريقيا (MENA)، فان اعادة النظر في ادوات التشتيت الرديولوجي واحتمال استعمال المواد المشعّة كسلاح من جانب الارهابيين هي مسألة مؤكدة. فنحن نعرف في الواقع ان التوجهات المفصلة لبناء ادوات التشتيت الراديولوجي (RDD) اكتشفت في كهوف القاعدة في افغانستان. ونعرف ايضا ان المتاجرة وسبل تهريب مواد ادوات التشتيت الراديولوجي تمر عبر الشرق الاوسط وشبه الجزيرة العربية. وطبقا لوكالة الطاقة الذرية الدولية (IAEA)، حصل في العام ٢٠٠٥ وحده اكثر من ١٠٠ محاولة لتهريب المواد المشعة عبر الحدود الدولية. وهناك ايضا بعض التقارير غير المؤكدة التي تقول ان المملكة العربية السعودية وضعت ادوات التشتيت الراديولوجي في شبكة الطاقة لتلوّث مواقع الطاقة لديها وتجعل النفط والغاز الطبيعي غير صالحة للاستعمال على مدى جيل كدفاع اخير لفشل أمن المنشآت.

ادوات التشتيت الراديولوجي؟
تتمتع الاسلحة النووية بانفجار مدمر وبتأثيرات اشعاعية هائلة، كما تبين في نهاية الحرب العالمية الثانية في المدينتين اليابانيتين هيروشيما وناكازاكي. الا ان ادوات التشتيت الراديولوجي مختلفة تماما. فهي لا تستعمل الانشطار او الانصهار النووي لتحقق قوتها الانفجارية، لكن تضم متفجرة تقليدية مع مواد مشعة تتشتت عندما تنفجر القنبلة. ويمكن ان تكون المتفجرة من الديناميت او متفجرة عسكرية او نيترات الامونيوم المخصبة ممزوجة بوقود الديزل. ويمكن ان تقتل الاداة او تؤذي الطرفين بالانفجار الاول للمتفجرة التقليدية، ومن خلال تشتت المواد المشعة، ولذلك سميت ب "القنبلة القذرة" المستعملة في معجم الارهاب الحالي او مقاومة الارهاب.
من المهم الاشارة الى ان بعض ادوات التشتيت الراديولوجي هذه قد لا تطلق اشعاعا كافيا لقتل الناس فورا او تؤدي الى اعتلال صحّي حاد من الاشعاع. ويمكن ان تكون المتفجرة التقليدية بحد ذاتها، في المرحلة المباشرة، مؤذية اكثر للافراد من المواد المشعة، التي يكون لها تأثير مؤجل.

http://www.wlbar.com/images/Aussie%20RDD%20Training.jpg

المواد
يمكن ان تأتي مواد ادوات التشتيت الراديولوجي (RDD) من استعمال المدنيين والعسكريين الذرات المشعة التي تشمل: المرافق الطبية التي تستعمل السيزيوم - ١٣٧ والايودين - ١٣١ والثاليوم - ٢٠١ والعديد من المواد المشعة الاخرى، والادوات الصناعية المستعملة في الصناعة والإنشاء وفي معامل انتاج الاغذية المعالجة بالاشعاع مثل كوبالت - ٦٠ ومن نفايات المعامل الكيميائية والصناعية للمواد المبددة والحوادث وادوات كشف الدخان والتنقيب عن النفظ اميريسيوم - ٢٤١ ومعالجة المواد النووية والتخلص من المواد المشعة بطريقة غير مناسبة، كالتبديد بمستوى عال للوقود النووي المستعمل في معامل متقادمة لتوليد الطاقة او من مفاعل على متن سفينة.

يمكن الحصول على بعض المواد المشعة بطريقة اسهل من غيرها لصناعة قنبلة قذرة. وان النظائر الفتاكة اكثر هي البلوتونيوم واليورانيوم، وهي من الاصناف العسكرية الصعب جدا الحصول عليها. وحيث ان المتطلبات لتخزين هذه المواد بأمان هي حاليا اشد صرامة، يبقى مستوى الحماية غالبا غير كافٍ ازاء اي شخص يعتزم الحصول على تلك المواد. وان النظرة الاجماعية للغرب ترى ان الشبكة الارهابية للقاعدة ربما قد سرقت مواد ملوّثة مشعة مثل السيزيوم - ١٣٧ والثاليوم - ٢٠١ وبذور الراديوم، المستعملة كلها على نطاق واسع في العناية الصحية. وينصب القلق بنوع خاص على السيزيوم - ١٣٧ لانه المادة المشعة المتاحة عادة والمهرّبة اكثر التي تستعمل في القنبلة القذرة التي تطلق اشعاع غاما. وهي متوفرة بنوع خاص على شكل مسحوق يسهل التشتيت.

المصادر المحتملة

هناك عدد من المصادر المختلفة للذريات المشعة التي يمكن اكتشافها حول سواحل الخليج. وتسعى بلدان عديدة في الشرق الاوسط لانشاء قدرة لتوليد الطاقة النووية التجارية استعدادا لحتمية نضوب احتياطيات الغاز والنفط الطبيعيين لديها. بالتحديد، كانت هناك قرارات اتخذتها بعض بلدان مجلس التعاون الخليجي (GCC) وبلدان شمال افريقيا (MENA) لتطوير مفاعلات نووية لاغراض الطاقة والبحث التي يجب، طبعا، ان تلبي الضمانات الامنية الصارمة. فعلى سبيل المثال، وقّع الاردن اتفاقية مع الصين لتطوير طاقة ذرية لمرفق بحث نووي متقدم وبرنامج تدريب نووي بالاضافة الى التنقيب عن احتياطيات معدن اليورانيوم في الاردن واستخراجه الذي يقدر بنحو ١٨٠٠٠٠ طن.

من ناحية اخرى، ترتبط مصر مع المتعاقد الاميركي شركة (Bechtel Power) على تصميم مرفق طاقة نووي بمبلغ ٨،١ بليون دولار. ومنحت عقدا لشركة (ROSATOM) الروسية في عام ٢٠٠٨ لانشاء مفاعل طاقة نووي. وعلق الرئيس حسني مبارك على ذلك بقوله ان الطاقة النووية تشكل جزءا لا يتجزأ من الامن القومي المصري. وهناك ايضا مخططات طموحة في ليبيا والجزائر. وقد باشرت الامارات العربية المتحدة، في النهاية، في برنامج جماعي لتطوير الطاقة النووية لتوليد ١٥٠٠٠ ميغاواط من الطاقة الكهربائية بحلول العام ٢٠٢٠. ويتعاون البرنامج مع مجلس التعاون الخليجي (GCC) ويشكل جزءا من اتفاقيات استراتيجية لتطوير الطاقة النووية مع الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة وفرنسا ووكالة الطاقة الذرية الدولية (IAEA). وقد اعلنت جامعة خليفة في الامارات العربية المتحدة مؤخرا عن برنامج مِنَح دراسية رئيسي في الهندسة النووية لتدريب المواطنين الاماراتيين في الهندسة النووية على مستوى درجة البكالوريوس والماجستير اللتين تشملان فرصا للدراسة في الامارات العربية المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا.

في الوقت نفسه، يستخدم التطور الصناعي الناشىء والعناية الصحية وحفظ الطعام في كل بلدان مجلس التعاون الخليجي (GCC) وشمال افريقيا (MENA) مواد او ماكينات تولد اشعاعات متأنية. وهناك، في النهاية، اثراء نووي متواصل لاستعمال مزدوج للطاقة النووية والاسلحة من قبل ايران والباكستان، التي تحصل فيهما تحولات متواصلة في السياسة تؤدي الى العنف.
نظرا لهذه البرامج والمصادر النامية للمواد المشعة، من المهم اجراء استثمارات صالحة في نظم كشف الاشعاع والمراقبة والتدريب المتعلقة بها. وللاسف تكرّس في بعض بلدان مجلس التعاون الخليجي وشمال افريقيا (GCC - MENA) موارد غير كافية لتلبية هذه الحاجة.

هل هناك تهديد ارهابي بأدوات (RDD) في الخليج وشمال افريقيا؟
بكلمة واحدة: أجل. اذ سوف يؤدي انفجار في ادوات التشتت الراديولوجي (RDD) الى خوف وذعر على الأقل ويرهق الدفاع المدني المحلي وخدمات الاسعاف والمرافق الصحية ويلوث الاملاك، ويتطلب تنظيفاً باهظ التكاليف، في اي بيئة مدينية في مجلس التعاون الخليجي (GCC) و"أو بلدان شمال افريقيا (MENA) وسوف يؤدي انفجار ادوات (RDD) الى اذى مباشر ووفيات من الانفجار والتأثير الحراري للمتفجرة التقليدية يتبعه في فترة قصيرة تأثيرات اشعاعية مضرة. ويأتي هذا الحدث بالتأكيد في نطاق اي تحديد قياسي لأهداف الارهاب.

التهديد الصحي لأدوات (RDD)

النظائر المدرجة ضمن ادوات التشتت الراديولوجي (RDD) التي سوف تؤثر على الجسد البشري سوف يصدر منها اشعاع الفاوغاما. وان التهديد الصحي الرئيسي لأدوات التشتت الراديولوجي ليست التعرض الخارجي بل الداخلي. فبعد امتصاصها، تخترق النويات المشعة الأغشية الشعيرية من خلال الانتشار السلبي والنشط وتتوزع في جميع انحاء الجسد. ويحدد كل من التمثيل الغذائي العضوي لبناء البروتوبلازم وسهولة النقل الكيميائي وشره النويات المشعة للكيميائيات ضمن العضو معدل التوزيع، فالايودين المشع Iodine - 131 ينجذب على سبيل المثال يتركز في الغدة الدرقية.

http://cache1.asset-cache.net/xc/83593629.jpg?v=1&c=IWSAsset&k=2&d=77BFBA49EF8789215ABF3343C02EA548CC8E5522433A9C37D93F776E6FC36241678DF7C90DC0ACB9E30A760B0D811297

اما المخاطر الصحية الرئيسية من ادوات التشتيت الراديولوجي فهي اذى حاد من الانفجار نفسه واعتلال صحي من الاشعاع وسرطان من التعرض له واذى يستهدف عضواً محدداً وتسمم بالمعادن الثقيلة.
اذا اصيب احد بالتسمم من جرعة صغيرة لكن مميتة من النويات المشعة فقد لا يقع مريضاً على الفور. وهناك ضرر متواصل من الاشعاع ما دامت المادة باقية في الجسد. وان استهلاك الطعام والمشروبات الملوثة تجعل الأمور أسوأ. وتلعب الأحوال الجوية والريح ايضاً دوراً رئيسياً في تحديد مدى التعرض للاشعاعات.

التلوث بالاشعاع

في معظم الاحيان، ان نزع كل الثياب والأحذية والاغتسال مباشرة سوف يخفف كثيراً من التلوث الخارجي للشعر والجلد. وسوف يتحدد مقدار التعرض بوضوح في كيف تحدد هيئات الدفاع المدني والطبي بسرعة بأن التعرض للاشعاع قد حدث وجرى ازالة التلوث بالغسيل. ويؤدي التلوث الخارجي ايضاً الى تلوث المرضى والمتجاوبين، داخلياً من خلال الاستنشاق وابتلاع النويات المشعة عندما يلمس الافراد الملوثون خارجياً انوفهم وافواههم بأيديهم. هذا وقد تتولى سيارة مدنية غير ملوثة او سيارة اسعاف ايصال مصابين باصابات خفيفة الى بيوتهم او المستشفى القريب. فينتقل التلوث من ثم الى الاسطح غير الملوثة سيارة الاسعاف والسيارة الخاصة ومنها الى أناس آخرين والى اثاث المستشفى والأغراض الأخرى. يمكن استنشاق نويات التلوث المشعة او ابتلاعها فيما تلمس الناس انوفها وافواهها.

http://cache.daylife.com/imageserve/0dYobi6fwU2wb/610x.jpg

المعالجة الطبية

ان معظم النويات المشعة لن تمر عبر الجلد السليم، ما عدا نويات الثاليوم - ٢٠١ مع ذلك، استثناء لهذا التعميم. لكن تسمح الجروح والحروق فعلاً لكل النويات ان تتجنب النسيج الواقي الذي يكسو السطح الجسم (epithelium). ويمكن ان تخفي السوائل داخل هذه الجروح انبعاثا ضعيفا لأشعة الفاو وبيتا فلا يتم اكتشافها، لذلك يجب تنظيف كل الجروح والحروق بدقة وازالة الشوائب من حولها. وبعد ازالة التلوث الخارجي، هناك عدة انواع لمعالجة التلوث الداخلي اعتماداً على كيف تم امتصاص الذريات المشعة الى داخل الجسم، وقد يكون:
بالاستنشاق: حيث يملأ الغبار الملوث والمواد الدقيقة الأخرى الجو المحيط لدى انفجار اداة التشتيت الراديولوجي (RDD) وتؤثر الأحوال الجوية والريح ايضاً على تشتت الذرات وعلى جرعة الاشعاع التي تستنشق. وتكوّن هذه الذريات المشعة خطراً كبيراً اذا ما تعرض الانسان. وان الهدف الرئيسي للمعالجة هو خفض خطر التعرض للاشعاع بازالة اكبر قدر ممكن من المواد المشعة من الشجرة الرئوية. وتدعو الحاجة الى غسيل رئوي بادوية تثير السعال والبصق للتخلص من هذه الذريات.
الابتلاع: لازالة التعرض للابتلاع، يجب تنظيف النظائر المشعة بالسرعة الممكنة من القناة الهضمية (GI) باستعمال الغسيل المعوي والقذف والأدوية المطهرة والملينة والحقن الشرجية والمعالجة الفورية بدواء (Prussian Blue) الذي يعرقل امتصاص ذريات السيزيوم - ١٣٧ والثاليوم - ٢٠١ وتطرح في البراز.

http://cache2.asset-cache.net/xc/83593636.jpg?v=1&c=IWSAsset&k=2&d=77BFBA49EF8789215ABF3343C02EA548C0AA6375807F1DF1D93F776E6FC36241B166B62CD6A1683CE30A760B0D811297

يشكل التسمم بالمعدن الثقيل خطراً أيضاً مع بعض الذرات المشعة، لا سيما ذرات اميريسيوم - ٢٣١ والكوبالت - ٦٠. وتستعمل عادة مركبات كالسيوم (edetate) وان حامض (DTPA) هو حسب بعض المراجع الموثوقة، فعال اكثر بالنسبة لذريات اميريسيوم - ٢٤١ وكوبالت - ٦٠ المسممة.


تتضمن القائمة التالية الذريات المشعة التي يرجح اكثر استعمالها في ادوات التشتيت الراديولوجي (RDD) وبعض تأثيراتها الخطرة الرئيسية والأدوية المعالجة الموصوفة، ويشكل السيزيوم - ١٣٧ مع ذلك، الذرية المشعة المتاحة بسهولة اكثر. ولذلك، يعتقد بأنه واحد من المرجح ان يضعه الارهابيون في القنبلة القذرة ليس لأنه متاح على نطاق واسع فقط، بل لأنه على شكل مسحوق يسهل التشتيت ويتم امتصاصه بسرعة في الجسم ويقتضي الذين يتعرضون له لمعالجة فورية.

قائمة الذريات المشعة

هناك مدرستان فكريتان حول موضوع الاشعاع الذي يسبب المرض والموت. تتبع احدى المجموعتين، التي تشمل وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) واتحاد العلماء الاميركيين (AFS) منحى في خط واحد دون درجة تركيز متينة. وتتبع الاصابة البيولوجية تقدماً متدرجاً خطياً. ويؤدي التعرض لمقادير صغيرة الى ضرر، لكن تؤدي المقادير الكبيرة الى ضرر اكبر. ويستبعد هذا النمط امكانية وجود عتبة تركيز اشعاعي يحدث تحتها ضررا.

http://cache1.asset-cache.net/xc/83594372.jpg?v=1&c=IWSAsset&k=2&d=77BFBA49EF8789215ABF3343C02EA548DBA0D4235049BB6C723DC5DFB59F3EEF79859F387EF6070DE30A760B0D811297

تتبع المجموعة الثانية افتراض تلوث اشعاعي اسوأ. وتؤيد جمعية الفيزياء الصحية والمجلس الدولي حول الحماية من الاشعاع طراز تلوث مكثف وخفيف اي غير خطي. ويعتبر هذا الطراز ان الخلايا تستطيع ان تصلح ما تحتها نفسها ولا يحصل اي ضرر سواء أكان حادا او تراكميا.

في اعقاب انفجار قنبلة قذرة، لا يرجح وقوع ضحايا مصابة باعراض اشعاع حاد (ARS). والنتائج الاخرى المعروفة الابعد امدا للتعرض للاشعاع، بما فيها تشكيل عتمة في عدسة العين وانخفاض في الخصوبة وتشوهات خلقية مميتة قد لا يرجح ان تحصل بنوع خاص. مع ذلك، العامل الرئيسي في تخفيف اذى الاصابة بالاشعاع هو فعالية اول المسعفين والنظام الصحي. وكيف خططت جيدا امور الاسعافات ومورست واستعدت لكشف ومعالجة التعرض للاشعاع والاصابات. وهذا يشمل تخزين الادوية الضرورية.

تعرف المجموعات الارهابية جيدا جدا ان الطاقة التي تتمتع بها اداة التشتيت الراديولوجي (RDD) تؤدي الى الفوضى، لا سيما في بيئة مدينية مكتظة. وتبحث الناس في معظم هذه الحوادث عن المعالجة الطبية حتى لو انهم لم يلحق بهم في الحادث اذى. فالاشعاع يدخل الخوف في قلوب الناس الذين سوف يكونون بحاجة للاطمئنان من اختصاصيين في الصحة ويجب اعداد النظم الصحية لمواجهة هذا التحدي.

سوف يتحدد مفعول ادوات التشتيت الراديولوجي على البنى التحتية الوطنية والدولة والنقليات المحلية والاتصالات والبنى التحتية الطبية والمنافع العامة الى حد كبير بقدرات التخطيط والرد والسرعة ومدى فعالية اول استجابة والنظم الصحيحة. وهناك ايضا تهديد للفعالية المالية للاسر المتأثرة والضرر الاقتصادي على الامد البعيد. فالمفاعيل البيئية الحادة سوف تتحدى الحكومة ومدى انتعاش الاسرة الاجتماعي. وبعد مدة طويلة من انحسار المرحلة الطارئة، قد يبقى التلوث بالاشعاع من ادوات التشتت الراديولوجي ويتطلب موارد مهمة لتنظيف و"او اعادة تموضع الناس بعد النزوح.

في حين قد تكون بعض التقنيات فعالة في ازالة التلوث في موقع صغير، قد لا تكون صالحة لازالة التلوث من مناطق واسعة تتصف بميزات فيزيائية مختلفة. ويمكن ان تؤثر انشطة ازالة التلوث في معالجة مياه الصرف. ويمكن ان ينجم عن الاخلاء واعادة التموضع خلال التنظيف وانشطة الترميم خسائر مهمة، وفشل الاعمال قد يؤدي الى انكماش اقتصادي محلي واقليمي. وفي النهاية، هناك ابعاد دولية مثل التجارة عبر الحدود والترانزيت وتنسيق تنفيذ القانون وقضايا اخرى رئيسية.

الدلالات

يجب، على العموم، ان تعترف دول مجلس التعاون الخليجي (GCC) ودول شمال افريقيا (MENA) ان ادوات التشتيت الراديولوجي (RDD) قد لا تكون خطرة كثيرا بمقدار ما تكون باهظة التكاليف اذا عوملت بطريقة سريعة، وطبيا في المراحل الحادة، وطبيا واقتصاديا وسياسيا على مدى فترة طويلة من الزمن.

http://cache3.asset-cache.net/xc/83593448.jpg?v=1&c=IWSAsset&k=2&d=77BFBA49EF8789215ABF3343C02EA548FDA45F2BEEE0A467D93F776E6FC36241955F2FD9265E6335E30A760B0D811297

وهذا ليس ليقال ان كل شيء سوف يكون على ما يرام. وسوف يكون لهذه الاسلحة مفعول نفسي ومالي كبير ومقلف كثيرا ومفعول صحي واسع الانتشار، اذا لم تتخذ الاستعدادات للتعامل مع ادوات التشتيت الراديولوجي بجدية. وهذه قضايا خطيرة تحتاج ان يأخذها بالاعتبار صناع السياسة والمستشفيات والصناعات التي تملك وتستعمل المواد المشعة في عملياتها اليومية اضافة الى السلطات الصحية والدفاع المدني والسلطات العسكرية، التي يجب ان تستجيب لهذه الاحداث المهددة.

ويواجه مجلس التعاون الخليجي (GCC) والمستجيبون الاوائل في بلدان شمال افريقيا (MENA) والنظم الصحية اخطر تحد، باعتبار انها تشكل خط الدفاع الاول. ويجب ان يكون كبار واضعي السياسة والمخططون في مجلس التعاون الخليجي وبلدان شمال افريقيا ووزارات الصحة والمستشفيات ومقدمو الخدمات (EMS) وقوات الدفاع المدني والقوات العسكرية مستعدين لمعالجة التحدي. ويجب ان يبدأوا بوضع جردة للمخاطر وتحديد المرافق الصناعية والبحث والمرافق الصحية في بلدانهم التي تنتج او تستخدم الذريات المشعة والى اي درجة هي امنة.

ويجب ان يعاودوا دراسة امن الحدود والمطارات والمعابر والقدرات التي تكشف المواد المشعة حتى لو كانت هناك برامج جارية او جرت في الماضي. ويجب ان يقوموا، بالتالي، بمراقبتهم الحالية للمواد المشعة ومن ثم قدرات الرد لديهم. ويجب بعدئذ اجراء دراسة للفجوات. ويجب ان يتبع هذا تزويد وتجهيز المستجيبين المسعفين الاوائل بمعدات تكشف الاشعاع وتدريبهم وتمرينهم على الممارسة الدورية حتى يتمكن المستجيبون من تقديم تحديد مباشر في الموقع للتهديدات المشعة.

ويجب ان يكون المستجيبون الاوائل واجهزة اطفاء النار والمرافق الصحية على استعداد لازالة التلوث بسرعة ومعالجة الناس الذين تعرضوا للاشعاع في اعقاب هجوم بادوات التشتيت الراديولوجي (RDD) بان يكون لديهم نظم اغتسال جماعي واكياس لجمع الثياب الملقاة واستبدال الاردية والاحذية. ويجب ان تمنح العناية لمعالجة المياه الملوثة. ويجب المحافظة على تدابير طبية مضادة متخصصة وعقاقير في المخزون مع برنامج توزيع معد سلفا. وقد خزّنت بعض البلدان كميات كبيرة احتياطية من الادوية المناسبة لحماية شعوبها. ويشكل التخزين الاحتياطي بديلا وحيدا لمعظم هذه المواد، لان الانتاج ودورات التسليم سوف تتجاوز ١٢ اسبوعا والمصنعون لم يخزنوها. وسوف تساعد هذه الاستعدادات نفسها على معالجة الحوادث المتعلقة بالصناعة والنقل التي تتضمن مواد مشعة.

ويجب ان تدرس بلدان التعاون الخليجي ايضا ان تشاطر خطر التعرض للاشعاع اضافيا من حوادث محتملة لمفاعلات الطاقة وتطور الاسلحة النووية وتجربتها وجهود اعتراضها، او الحرب التي تتورط فيها الهند وايران واسرائيل والباكستان، وهي احتمال فعلي. وان الرياح السياسية السائدة ليست في مصلحة مناطق مجلس التعاون الخليجي او مناطق شمال افريقيا.


في النهاية، يجب وضع خطة اجراء اتصالات بالتعاون مع وسائل الاعلام لايصال المعلومات الثابتة والدقيقة بسرعة من جانب مصدر مؤهل واحد للجمهور، كما يجب ان يخفف الذعر الذي يسعى وراءه الارهابيون، وتقديم النصيحة للافراد الذين تعرضوا للاشعاع، والذين يمكن ان يكونوا قد تركوا المكان لازالة الثياب والاحذية ورزمها بامان ثم الاغتسال والبحث عن العناية الطبية.

بقلم: ثيودور كاراسيك
وايات توفيق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

برامج يجب توفرها على جهازك لاستعراض محتويات الموقع جيدا

حمل برنامج الفايرفوكسحمل قاريء ملفات pdfحمل برنامج winzipحمل برنامج winrarحمل مشغل الفلاش